غير مصنف

“جمهورية عبدالغفار للتعذيب”.. 3 حالات جديدة في 24 ساعة آخرها لسروجي بعين شمس.. وارتفاع الحالات لـ 10 في نوفمبر

من جديد، تحولت تعذيب المواطنين على يد ضباط وافراد وزارة الداخلية،إلى خبر يومي في سلوك يخالف أبسط قواعد حقوق الإنسان ويعيدنا إلى مشاهد ليست بعيدة عن حاضرنا، تلك المشاهد التي قامت ضدها ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011.. فخلال الـ الأربع وعشرين ساعة الأخيرة فقط سقط ثلاث ضحايا جدد على يد الداخلية احدهم بالأقصر والثاني بالاسماعيلية والثالث بمنطقة عين شمس بالقاهرة

وكانت البداية قد رصدت أمس أشهر 7 حالات تعذيب خلال الشهر الحالي والتي امتدت من أماكن الاحتجاز بأقسام الشرطة إلى السجون، وأدى بعضها إلى وفاة المجني عليه جراء قوة الضرب وبذلك يرتفع عدد الحالات إلى 10 أحدها لسوداني تسببت إثارتها في تعطيل السودان لمفاوضات سد النهضة فيما وصل عدد القتلى بسببها إلى 3 حالات . بينما تسببت حالتين منها في إثارة احتجاجات بالاقصر والاسماعيلية لترد الشرطة بإطلاق الرصاص والغاز بالاقصر لتسقط حالة جديدة .

ففي واقعة مؤسفة، تعرض مواطن لإصابة بطلق ناري خلال احتجاجات أهالي الأقصر التي وقعت في أعقاب وفاة المواطن “طلعت شيبه” بالتعذيب. وروت أسرة “مروان” المصاب بطلق ناري في أحداث الأقصر، عبر مقطع فيديو صورته مؤسسة “أولاد البلد” الإعلامية، شهادتها حول الواقعة.

يقول شقيقه، “مروان موظف بوزارة التموين وكان راجع من الشغل ليلاً وطبعا الأمن كان فارضين أكثر من كردون بالمنطقة من أول ميدان الشيراتون إلى كنتاكي، وكان ممنوع مرور أي سيارة إلا عربيات الشرطة وقوات الأمن المركزي، فنحن نقيم في منطقة لازم يعدي منها لأن لا يوجد طريق آخر يسلكه إلى المنزل، وأثناء سيره أصيب بطلقة نارية”.

وأضاف شقيق مروان: “التشخيص الطبي له هو طلق ناري نفذ بالصدر وخرج من ظهره مما أدى إلى جراح في الكبد، وتم تركيب أنبوبه لنزيف الجراح، إحنا مش هنقول بناشد السيد وزير الداخلية لان دى تعليمات وزير الداخلية إن إى مواطن يرفع صوته يضرب بالجزمة، أنا بناشد السيسي الريس اللّى مش هنقول انتخبنا إحنا كان عندنا أمل، وان زى الثورة ما قالت عدالة إجتماعية، لكن لا يوجد عدالة إجتماعية، وفى أشارة له على أخيه قالاً:هى دى العدالة الاجتماعية اللّى أخدنها منك يا ريس أن أخي يكون مرمي بسبب ضابط لا يوجد عنه إنسانية ولا قلب ولا دين ولا رحمه هو أنا أخري كمواطن إنى أعيش كده.

وقال أيضًا: “الرجل الذي توفي معه أربع أطفال مين هيصرف عليهم، مواطن قاعد على القهوة ما هو لو كان قاعد في كافية اللّي كوب الشاي فيه بخمسين جنية مكنش يقدر يأخده بس علشان رجل غلبان يبقى ده أخرته، هو ده اخرتنا مش كده حرام”. وطالب شقيق المصاب بأن يتم تقديم المتسببين في وفاة “شيبه” وإصابة أخيه مروان، للمحاكمة.

ووجه شقيق المصاب رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي قائلا “لو أنت ريس وعاوز تستمر والناس تكون معاك هات حقوقنا”، مضيفًا “زي ما طلعت شيبة مات لازم المجرم اللي عمل كدا يموت، وزي ما أخويا أصيب لازم اللي أصابه ياخد العقاب اللي يستحقه.. أنت يا ريس بتقول إرهاب، الإرهاب ده جاي من الظابط، تعال يا ريس إدي أمر بتفتيش أقسام الشرطة بس يكون تفتيش مفاجئ وهتشوف بلاوي جميع أنواع مخدرات وقضايا تلفيق بكل الطرق التي تتخيلها”.

وفي العاصمة، القاهرة، وتحت نظر السلطات بشكل مباشر، اتهم عاطف عبد الحميد إبراهيم المحامي وكيلا عن صابر إسماعيل في بلاغ للنائب العام حمل رقم 20017، النقيب ماجد ص. معاون مباحث والأمين “عباس” من مباحث قسم عين شمس بالاعتداء على نجله عبده صابر الذي يعمل “سروجيًا”، أثناء عودته من عمله وأمام المواطنين.

وقال البلاغ: “قام رجال المباحث بتوقيفه وتفتيشه بواسطة الأمين (عباس) وكان بحوزته مبلغ مالي قيمته 500 جنيه وعندما سأل المجني عليه أمين الشرطة قائلا: (حضرتك ما لاقيتش معايا حاجة فين الفلوس اللي كانت معايا؟) امتنع الأمين عن ردهم وقام أمين الشرطة بتهديده وردد قائلاَ له (إنت ما تعرفش أنا مين) فرد عليه المجنى عليه (أنا هاشتكيكم)، فرد عليه قائلا: (اللي عندك اعملوا) فقام أفراد الشرطة بالتعدي عليه بالضرب أمام الناس في شارع الزعيم غاندي مع تقاطع الحرية”.

وطالب والد المجني عليه بسرعة التحقيق مع الضابط وأمين الشرطة بعد تعديهم على ابنه بالضرب بـ”الطبنجات” وأن هذا مخالف للقانون نقل على أثرها للعناية المركزة.

وأوضح والد المجني عليه أن نجله لا يزال في الرعاية المركزة لتعرضه لإصابات خطرة في الجمجمة وهو في غيبوبة بمستشفى عين شمس وحالته خطرة.. مطالبًا باتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال تلك الواقعة المؤلمة والتي تجسد حقيقة لكيفية التعامل مع المواطنين من قبل بعض رجال الشرطة وفتح تحقيق عاجل.

ومن القاهرة إلى الإسماعيلية، وبرغم بُعد المسافة بينهما إلا أن المنهج لم يتغير، ما يعطي انطباعا بأن التجاوزات هي “سلوك عام” من “رجال الأمن”.. فقد نشر الدكتور صفوت أحمد، نقيب الصيادلة بالإسماعيلية، شهادته حول واقعة القبض على الطبيب المتوفي، عفيفي أحمد عفيفي، والذي توفي أثناء التحقيق معه، وهي الشهادة التي أكدت تعرضه للانتهاك كما هو موضح في الفيديو الذي نشره.

وقال صفوت في شهادته المرفقة بفيديو الاعتداء: “دي لحظة تعدي الشرطة على الصيدلية ويظهر فيها الإهانة التي تعرض لها المرحوم الدكتور عفيفي بالضرب داخل الصيدلية، وليس لدي أي شك في أنه تم الإساءة له بالقسم فلقد عوملت أسوأ معاملة بالقسم رغم حضوري بصفتي نقيب للصيادلة فقد عوملت كمتهم وكيف لي أن أحضر وأدافع عن الصيدلي، وبسؤالي إلي رئيس المباحث لماذا تم التعدي علي الصيدلي المرحوم الدكتور عفيفي رد علي بأنفعال شديد “مين أصلا اللي قال أن احنا دخلنا الصيدلية ومين اللي قالك أن حد ضربه؟!”.

وأضاف: “لا أنسى أبدا حينما سمعت صراخ الدكتورة ريم زوجة الصيدلي الراحل، بالخارج وذهبت للاطمئنان ووجدت المرحوم يلتقط أنفاسه الأخيرة فرجعت مسرعا الي الظابط التمس منه أن يجي يبص عليه واحذره انه عامل عمليه في القلب ولكن دون جدوي ثم اذهب واعود له واقول له أبوس ايديك الراجل بيموت أبوس ايديك الراجل بيموت تعالي شوفه.. حسبي الله ونعم الوكيل”.

وتابع النقيب في شهادته: “الأمر المفجع والغريب أننا كنا في النيابة من الساعة 2 ظهرا إلى الساعة 9 مساء وتم التحقيق مع الظابط والمعلومات اللي وصلت لينا انه هياخد اربع ايام علي ذمة القضية علي هذا الاساس احنا مشينا ولكن للاسف تم اخلاء سبيله قبل الوفاة”.

ونفت الداخلية في بيان لها، الاعتداء على الصيدلي الراخل عفيفي أحمد عفيفي، وقالت أنه تعرض لحالة إغماء أثناء التحقيق معه قبل أن يتوفى، الأمر الذي كذبه مقطع فيديو صورته كاميرات الصيدلية وتوضح الاعتداء عليه”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى